الخميس، 27 أبريل 2017

العالم المسحور ...


الفنانون ، مواطنون فى عالم مسحور !
عالم خاص ، لا مكان فيه للحقيقة ! ولا مكان فيه لأرض !
فكيف يحتاج لأرض من كان هدفه سمو ، وطبعه التحليق ، ونظرته للأشياء هى نظرة عين طائر ، مجردة !
ولهذا الوطن جنسية وجواز سفر ، سرى ، غير مرئى ، لأن طبيعة الفنان كطبيعة عميل المخابرات !
جاسوس من الدرجة الأولى ! ...
يرصد ردود أفعال البشر والكائنات والأشياء ، يجمع المعلومات وينسقها ،مستتراً بالتخفى كشبح ، لايريد أن يرصد بدوره أو يكشف مهمته أحد ، فيفسدها ، ويسرب له معلومات زائفة أو مضللة !!!
والفنان بطبعه سافل ، نزق !
لايرضى سوى برؤيته الخاصة لما جمعه من مشاهدات وثقافات و خيوط الحقيقة !
لذا فهو محرف ، منحرف !
كاذب لدرجة عالية من الصدق المبهر !
قاس فى فرض توجهه وأيدولوجيته و إحساسه !
وإذا حاكمته ، فسيفلت من وراء قضبانك ، فى التو واللحظة ، لأن ورقة براءته ، يحملها دائما فى جيبه !
مكتوب فيها أن ما يقدمه ليس سوى فن !
هو عابر للقارات وللزمن !
عابر للعلوم والشهادات !
عابر للتقييم والمظهر !
فقد تراه مترفاً كملك ... أو شريداً عربيداً ، يتسكع فى الطرقات !
تراه يعزف فى الأوبرا ، أو على رصيف مترو !
يرسم مايرصع جدران المتاحف ، وما يشوه جدران الشوارع !
وهو كبنى الأرض ... يكتئب ... ينهار ... يصرخ ... يشتم !
لكنه لا يفقد أبداً - مهما أدعى - هويته !
فكيف تفقد هوية ....
هى من أعظم عطايا الله !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق